فهو بالفعل ليس الوقت المناسب للوم و الحساب و الحديث عن التغييرات و الصفقات الضائعة و ما إلى ذلك، فالفريق لا يحتاج مساندة بعد البطولات و الانتصارات، و إنما يحتاجها في مثل هذه الأوقات.
فبعد هزيمة الأهلي الكبيرة أمام الهلال أصبح مما لا شك فيه أن السكاكين ستحتد، و الشماتة ستظهر، و التقطيع سيبدأ، و هو أمر طبيعي عندما يمر الكبير بكبوة، و هو أمر لا يستحق الالتفات له حتى .. لكن ما يستحق الاهتمام هو حال جمهور النادي الأهلي في مثل هذه المواقف.
شاهدنا ردود أفعال جماهيرية على التلفاز، و سمعنا آراء تطالب بعقوبات و آراء تطالب تغييرات، و آراء تلوم مجلس الإدارة على عدم إبرام صفقات جديدة، لكن الأمر باختصار أنه ليس الوقت المناسب على الإطلاق للحساب و اللوم، و لنتذكر جميعاً أن الجمهور الأصيل هو ما يقف بجوار فريقه وقت الشدة، و ليس وقت الاحتفالات و الانتصارات.
و لنستخدم كلمات الكابتن أسامة حسني في الحفل الذي أقامه رابطة مشجعي الأهلي بنهاية الموسم، و حينما قال أسامة :"الإنسان اللي معدنه أصيل بيبان وقت الشدة، و انتو معدنكوا أصيل" .. و هنا قصد أسامة الجمهور الذي شجع الفريق عندما تأخر أمام الزمالك بفارق هدف ثلاث مرات، و عندما خسر أمام الزمالك و الإسماعيلي في نهاية الدوري و وقتها لم يكف الجمهور عن تشجيع الأهلي بمنتهى الحرارة.
و من هنا فيسعدنا أن نبرز موقف رابطة مشجعي الأهلي التي اتخذت اتجاهاً حالياً نحو حملة، هي أشبه بحملة توعية، أو حملة تذكرة، لكل جماهير الأهلي الغاضبة حالياً لنحول هذا الشحن الغاضب لطاقة نستغلها في المدرجات و في مساندة الفريق الفترة المقبلة، الفترة التي يحتاجنا فيها الفريق بالفعل.
و قد أقامت رابطة مشجعي الأهلي اجتماعاً خاصاً حول الموقف من الأحداث الحالية، و الذي قررت فيه الرابطة ببدء حملة كبيرة هدفها شحن جماهير الأهلي شحن إيجابي، و تشجيعهم و تحميسهم على الذهاب للاستاد بكثافة غير مسبوقة في المباراتين المقبلتين، الأولى أمام غزل المحلة في الدوري ثم أمام أسيك أبيدجان في مباراة الحسم الأفريقية.
و الهدف من ذلك أن يجد الفريق 100 ألف أهلاوي يملئون مدرجات استاد القاهرة في المباراة المقبلة أمام المحلة، بل و مثلهم خارج الاستاد فشلوا في الدخول لنفاد التذاكر، و ليشعر النادي الأهلي لاعبين و جهاز و مسئولين و إداريين أن جماهيرهم مسانديهم مساندة حقيقية، و ليخرج الفريق سريعاً من كبوته التي لن تستمر طويلاً إن شاء الله، و لنعود و نستأنف مسيرة الانتصارات و يتحرك قطار الأهلي مرة أخرى دون أن يتوقف قبل محطة اليابان إن شاء الله.
و ستمتد الحملة التي تخطط لها رابطة مشجعي الأهلي للشوارع و التجمعات الأهلاوية، و التي سيحاول مندوبو الرابطة من خلالها بث الحماس و تشجيع كل هؤلاء الجموع الأهلاوية لحضور المباراتين القادمتين بالذات في الاستاد و مساندة الفريق، و تذكير الجميع بأنه ليس الوقت المناسب للحساب، و أن هذا الفريق هو الذي فاز ببطولة أفريقيا العامين الأخيرين و بإذن الله سيفوز بها هذا العام أيضاً للمرة الثالثة على التوالي، و كلنا ثقة في اللاعبين و في الجهاز في تصحيح الأوضاع سريعاً و إعادة الأمور لوضعها الطبيعي.
الأربعاء أغسطس 22, 2007 12:23 am
